انتشرت في الفترة الاخيرة في اسواق كركوك ظاهرة الملابس والاحذية التي تحمل علامة الجمجمة ، وتلاقي هذه الانواع من البضائع رواجا ملموسا في اوساط الشباب ، رغم افتقادها - برأي أسرهم - للعنصر الجمالي مقارنة ببقية الملابس التي تحمل صور الفنانين والرياضيين المشهورين عالميا.
تقرير: ايات عباسقال صاحب محل للملابس المتنوعة في شارع الجمهورية(محمد حسن) لـ(كركوك ناو) “هذا الصنف من البضاعة كان قد جلبه تجار الجملة منذ ثلاث سنوات تقريبا، لكنها لم تلق رواجا في البداية كماهي عليه اليوم”.
وأضاف محمد “قمنا باعادة عرض البضاعة التي كانت كاسدة في البداية، ونضطر الآن الى سحب المزيد منها من التجار حيث ان الطلب عليها نشطا من قبل الشباب تحديدا والمراهقين”.
يلبس البعض من الشباب يرتدي هذه الملابس تاثرا ببعض الأفلام الأجنبية حيث يرتدي فيها البطل هذا النوع من الملابس، فيميل البعض الى تقليدهم له من حيث ملابسة وتصرفاته وحتى في تسريحة الشعر.
ويقول الشاب (احمد شهاب) 23 سنة “وهو طالب في كلية الهندسة جامعة كركوك عن الجمجمة “انها علامة فلم (بوليسر) الذي يتناول قضة الثأر من عصابة قتلت عائلة بكاملها وبقي الأبن الذي ارتدى ملابس عليها علامة الجمجمة وخاض معارك شرسة انتقاما لمقتل اهله من قبل العصابة”.
ويضيف شهاب “لم أجد اية معارضة من اهلي عندما اشتريت هذا التي شيرت الذي يحمل علامة الجمجمة”.
وغالبا ما تشاهد تلك الملابس على التلفزيون، حيث ترتديها بعض الفرق الغنائية الانجليزية، اضافة الى ارتدائها من قبل ما يعرفون بالـ( الايمو) ومغني (الميتل) وهي نوع من الموسيقى التي يفضلها الايمو في المجتمعات الغربيه.
حيث تمثل الجمجمة لديهم الموت، وغالبا ما يكون لون البستهم المفضل هو اللون الاسود، الذي يمثل الحزن، ويقومون بتطويل شعرهم وتركه منسدلا الى الامام و يرتدون اسورة واغطية على معاصمهم.
(منال عبد الله) 16عاماقالت” شاهدت احدى الفرق الغنائية الانكليزية ترتدي هذه العلامة وهي فرقة مكونة من ثلاثة شبان وفتاتين، وقد اعجبتني، لكنها لم تعجب أهلي، وهذه الفرقة تغني نوعا من الغناء الذي يسمى (الميتل) وتعتمد الفرقة على آلتي الكيتار الكهربائي والدرامز″.
ويرفض الكثير من الاهالي ان يرتدي ابنائهم هذا النوع من الملابس، نعتبريها لا تتناسب مع تقاليد وعادات المجتمع الشرقي الذي يعيشون فيه، ويعتبرون هذا النوع من الالبسة دخيلا على المجتمع العراقي، عن طريق التاثر بما يعرضه التلفزيون من تقاليد غربية وبكثرة.
أحد أولياء الامور كان خارجا من محل تجاري مع ولده الذي يحمل قميصا مرسوما عليه عدة جماجم طالبا عدم ذكر اسمه “لقد اشتريته لولدي بناء على الحاحه الشديد وهو لايعرف ماذا تعني وكذلك انا، وبصراحة هذا النوع من الملابس لايعجبني”.
لا يقتصر ارتداء هذه الالبسة على الشباب فقط وانما الفتيات الشابات ايضا حيث اصبح البعض منهن يعتبرن ذلك مواكبة للموضة وتجدد ومن الطبيعي ان يرتدي الشاب ملابس حسب الزمان الذي يعيش فيه، دون ان يوجه له انتقاد.
(بنار محمد) 14عاما وهي طالبة في الصف الثالث المتوسط تقول “إنها الموضة، لقد رأيت احدى صديقاتي ترتدي حذاء رياضيا وتيشيرت يحملان العلامة ذاتها فقلدتها والعلامة لاتعني شيئا بالنسبة لي، لكني أراها شيئا غريبا، وبعد ذلك اقتنت هذا النوع من الملابس اكثر صديقاتي”.
اكسسوارات تحمل صور جماجم
توجد في كركوك الكثير من البسطيات والمحال تخصصت ببيع الأكسسوارت التي تحمل هذه العلامات مثل القلائد والاسوة وغيرها، والتي غالبا ما تكون ذات اسعار عالية نسبيا بسبب اقبال الشباب عليها.
احمد روكان صاحب بسطية قال “زبائني من مختلف الاعمار، ولا يهمهم سوى إتباع الموضة الحديثة” مبينا “في بداية عملي كان الاقبال قليل بسبب عدم رواجها بين الشباب، ويختلف اسعارها باختلاف الحاجة مابين 1500 الى 5000الف او اكثر”.
ودخلت هذه الموضة الى العراق عن طريق بعد ان قام بعض تجار الجملة بزيارة سوريا ولبنان حيث شاهدوا الشباب في هذين البلدين يرتدون هذا النوع من الملابس، فقاموا بشراء كمية صغيرة من باب التجربة، وعندما وجدوا لها سوقا رائجة، واصلوا استيرادها بكميات مضاعفة.
من ناحيته يقول الباحث الاجتماعي (عبداللطيف هاشم) معلقا على هذه الظاهرة “الشباب العراقي تواق لاستقبال الجديد دائما، وعندما تكون هناك فضائيات حرّة وأقمار تضع العالم بين يديك، فمن الطبيعي ان تحدث تأثيرات متنوعة حتى على السلوك الاجتماعي”.
وعزا هاشم الاقبال على هذا النوع تحديدا بقوله إن له علاقة مباشرة ايضا بتأثيرات مشاهد العنف في المحافظات، مضيفا أن التقليد له دور مهم في هذا الجانب حتى وان كانت القضية المقلدة غير مفهومة بالنسبة للمقلد”.
وتابع “اعتقد انها موجة تقليد للشباب، وربما تختفي وتأتي موجة اخرى بديلة عنها وبسرعة”.
ورجح هاشم ان عدم رواج هذه البضاعة قبل ثلاث سنوات أو أكثر، ربما يعود الى طبيعة الوضع الامني والسياسي، التي كانت ممنوعاته كثيرة في الشارع، مثل الأزياء والخمور والموضات وغيرها”.