07‏/10‏/2011

ازدياد حالات الطلاق تخلف عواقب اسرية



الطلاق هو انتهاء العقد بين زوجين، حيث اصبح الطلاق ثلث حالات الزواج في المجتمع العراقي فهو ليس مجرد انفصال بين شخصين بل هو انشقاق يصيب الاسرة ويهدد ابنائها لما يتركه من اثر سلبي كبير على نفوس افراد الاسرة ناهيك عن النظرة القاصرة او الخاطئة تجاه المراة المطلقة التي تواجه مصاعب الحياة بكل اشكالها.
كانت مطرقتا راسها بحزن شديد وعيناها تتغرر بلدمع وتخنقها العبرات بمجرد سؤالي لها لماذا انتي هنا؟ بدأت البكاء بحسرة قوية “تزوجت بعد علاقة حب دامت ثلاث سنوات عشت معه احلى اوقاتي وايامي، لكنه تخلف عن الخدمة العسكرية في زمن صدام حكم عليه بالسجن خمسة سنوات انتظرته وكان عندي طفلا واحدا منه وعندما اكمل محكوميته وخرج من السجن فرحتي كانت كبيرة وانجبت الطفل الثاني منه ولكن بمرور الزمن لاحظت ان طباعه عكس ماكان عليه في السابق بدأ يضربني بشده بحيث يترك اثارا على جسدي لفترة طويلة بحيث كنت اراه انسان غير طبيعي وكنت عندما اساله عن السبب يبكي مثل الطفل ويقول هذا نتيجة السجن وما كنت اراه بام عين.” هذا ما قالت. سهى طه
وأضافت سهى طه 34 سنة “عملية الضرب كثرة مرارا وتكرارا حتى فاض بي نتيجة الضغط من اهلي وانفصلنا وتركت اولادي له لان ضعف الحالة المعايشية لاهلي لاتسمح لي بتربية اولادي”.
التكنلوجيا احد أسباب الطلاق
ضحى جاسم33عاما المطلقة منذ ثلاث سنوات، فذهبت بنا بعيدا عن ما قيل عن الطلاق حيث قالت ان “احد أسباب الطلاق هو التكنولوجيات ألحديثة من الموبايل والستلايت وحتى الانترنيت”.
وشاطرتها الرأي المهجورة عن زوجها حنان43عاما ان مشكلتها مع زوجها فهو كثير”التعلق بالموبايل مما دعاها إلى الشك وثبت شكها حين ترك هاتفه في البيت سهوا فتبين انه على علاقات مشبوهة مع عدة من الفتيات، مما أدى الطلاق بيننا وأولادي حاليا معي ولا يريدون ان يعيشون مع والدهم”.
إما (هـ.ع)25عاما مقامة دعوة تفريق من زوجها فكان رأيه في التطور العلمي قائلا أن “سبب الطلاق هو دخول الثقافة الغربية والتركية إلى مجتمعنا من المسلسلات المد بلجة وغيرها ما أدى إلى خروج النساء والرجال من التقاليد ألمعروفة من إبائنا وأجدادنا، بالإضافة إلى الوضع المادي الذي كانت مشكلتنا اليومية لعدم استطاعه تلبيه احتياجات”.
التدخلات من قبل أهالي الزوجين
تقول المطلقة(ع.ق)19عاما ان سبب طلاقها بعد قصة حب طويلة دامت اربع سنوات هو تدخل اهل “زوجها في حياتهم الزوجية”.
وشاطرتها الرأي مروة حسن 21 سنة مقامة دعوة تفريق، قالت” أنها تزوج على حب ولكن فوجئت بتدخل ام الزوج في ابسط المشاكل الزوج مع زوجته التي تؤدي بالنتيجة إلى تفاقم الأمور وزيادة المشاكل وهذا ما دعاه الى الابتعاد عني”.
ان كثير من النساء يلجأ الى الطلاق بعد ان يكون اصرار الزوج على بقاءها في سبيل ذلتها او سوء معملتها للانتقام منها،لذا تلجأ في هذه الحالة الى التنازل عن كل حقوقها او بعضها من اجل الحصول على المخالعة او الطلاق التي تحصل بأتفاق الطرفين.حسبما قالته رجاء علي
واضافت رجاء علي 26عاما، وهي أم لأربعة أطفال: “والدهم لا يعمل ولا يقوم بإعالة حتى نفسه، وقد كان ذلك سبب طلاقنا، حيث إنني كنت اسكن مع أهله، تنازلت عن كل حقوقي حتى أنني بعت مصوغاتي وغرفة النوم والحصة التموينية وكان يأخذ المال مني ويصرفه وأبقى تحت رحمة عائلته القاسية. قضيت عمري اخدمهم دون أن أجد ما اطعم به أطفالي. كان زوجي يضربني ويطردني من البيت كلما طلبت منه أن تحمل المسؤولية. طلبت الطلاق لأسلم من الضرب والتجويع″.
واضافت رجاء ان نظرة المجتمع للمرأة المطلقة”لاترحمها” في بعض الأحيان، لكنها تستطيع ان تتابع حياتها الطبيعية بإرادتها.
وقالت “بعد طلاقي تأذيت كثير لأنني أحسست إني وحيدة، بسسب تصرفات ونظرة المجتمع من حولي اليه كمطلقة، لكن استطعت اني اعيش حياتي الطبيعية والان اعمل مدرسة لغة عربية”.
الباحثة الاجتماعية امل عدنان حددت اسباب الطلاق في عدة امور وكان اهمها، “عدم فهم مسؤولية الزواج , وعدم قدرة الزوجين على احتمال صعوبة الحياة, وكثرة الشك بسبب التقدم العلمي وتوفر القنوات الفضائية المنوعة والهاتف المحمول الى الانترنيت الذي اصبح حاضرا في كل بيت تقريبا، وباختصار ان اغلب الأزواج لا يستوعبون حياتهم الجديدة ومسؤولياتها”.
المحامي عيسى الجبوري يقول “يمكن ان نحدد أسباب الطلاق بعدة أمور أهمها عدم الانسجام بين الزوجين ما يبعد الزوج عن زوجته ويذهب إلى العلاقات خارج الدائرة الزوجية، وعدم اهتمام الزوجة بزوجها اما بحجة العمل أو الأولاد او ما ظهر اخيرا الى العبادات ما يدل على ضعف العلاقة بينهما”.
مضيفا”ذهاب الزوج الى طرق اخرى او بالعكس هذا كله وهي الغيرة القاتله عند الزوجه التي تغار حتى من والدته، اما جانب الموبايل والعلاقات فان اغلب حالات الطلاق التي كانت لدي في هذه السنة هي بسبب الهاتف المحمول.”
رأي المنظمات المجتمع المدني
من جهتها قالت رئيسة منظمة خور النسوية خديجة حسين، إن متابعة قضايا المرأة أمر ضروري وخاصة الطلاق التي بدأت تنمو في مجتمعنا وخاصة في الاعمار الصغيرة والشبابية فهناك حالات لدينا مختلفة وأكثر أسباب الطلاق هو بسبب التكنولوجيا الحديثة وعدم تكافؤ الزوجين.
اشار قاضي في محكمة كركوك شاكر علي إلى أنه تم تسجيل (4509) حالة زواج، و (496) حالة طلاق في كركوك منذ بداية هذا العام وحتى الآن.
بينما فنجد ان (987) حالة طلاق لسنة 2010 بمقابل 3029 حالة زواج في محكمتين فقط من هذا نستنتج ان هناك مشكلة وظاهرة بدءت تنتشر.
ومن خلال دراسة لحالات الطلاق والتفريق للباحثة غنية محمد علي ، تبين ان عددها من 1-1-2010 ولغاية31-12-2010 بلغ 960 حالة زواج وان عدد حالات الطلاق بانواعه من تفريق ومخالعة وتصديق طلاق بما يعادل 167 حالة.
وعند مقارنتها مع عام 2009 تبين ان عدد حالات الزواج من 1-1-2009 ولغاية 31-12-2009 بلغت 1106 حالة زواج وان حالات الطلاق والتفريق بانواعه من  1-1-2009 ولغاية 31-12-2009 بلغت 114 حالة .
وهنا لابد من دور للباحث الاجتماعي والجهات المختصة وحتى الاسرة والنظر الى ظاهرة تزايد الطلاق بجدية وتشخيص الاسباب ومعالجتها من خلال تثقيف للمتزوجين وتعريفهم بمسؤوليات الجديدة في انشاء اسرة جديدة وكيفية الانسجام بين الزوجين والتأثر بالتكنولوجيا والثقافات الاخرى من الناحية الايجابية وليس السليبة التي تضر بالمجتمع وتؤدي الى تفكيكه